الشاعر / حبيب بن عامر الشرقي، قال هذه القصيدة مناسبة حلف بين عتيبه وقحطان في العام 980 هـ
إذا مــا تـجـلى الأمــر فـاغـنم بـوادره
ولا تــتـهـاون إن بــــدا مـــن يـنـاصـره
أعــد لــه مـا اسـتطعت وانـهد لـقهره
إذا كــثـرت لـلـخـصم يـومـا مـعـاشره
وقــارعــه واحــــذر غــــدره وخـتـالـه
ولا تـــره وهــنـا إذا مــا اشـتـد بـاتـره
فـــإن ضـعـيـفا مـــع ضـعـيـف كـقـوة
تــطــاولـه إن نــاوشــتـك مــخـاطـره
((بـنـي لام)) هـبـت كـل حـلف وقـوة
تـشـايـعها قــامـت لـتـطـفيء ثــائـرة
لـــقــد مـنـعـتـنـا مــنـهـلا ومــنـاشـرا
ولـيـس لـديـها الـطـيب بـعبق نـاشرة
انـتـهينا الـى حـلف وقـد ضـم شـملنا
عـتـيبة أعـطـت مــن قـواها مـصادره
ضـربـنـا بـــه جـمـعـا تـكـاثف وانـبـرى
بــأرض ((أضــاخ)) حـيث هـبت ثـوائره
فــفـرت بــنـوم لام وبــادت جـمـوعها
لــم يـبـق مـنـها مــا تـهـاب مـخـاطره
مضى كالسحاب الجون يرهب خصمه
ولـمـا اشــرأب الـخصم وارتـاع نـاظره
رمـــاه بـنـبـل مـــن صـبـيـب رعــوده
ومـــن بـرقـه سـلـت وأفــرت بـواتـره
ومــن ظـل فـيها سـالما شـل عـزمه
وأقـعـى وزالــت مــن أضــاخ مـخـابره
عـــدوك فــاضـرب لا تـدعـه بـسـاحة
يـشـاغل وارفــع فــي يـمـينك بـاتـره
طـــراداً نـــزالاً أنـهـك الـخـصم عـنـوة
وصــابـره حــتـى إن تــبـدت مـعـاثـره
فـأجـهـز عـلـيـه لا يـروعـنـك جـمـعـه
بـضـربـة ســيـف كــي تـعـز مـخـاتره
وعـند ((أوضـاخ)) كـم هشمنا جماحه
وبـالـسيف والـخطى صـدت مـخاصره
تـــداعــت لـــنــا أركـــانــه ولـطـالـمـا
تــراجـع لـــم تـنـفـع ســوانـا بــواتـره
اسـتـحالت قـفـاراً مـن صـروف فـعالنا
وكــم صـدحت بـالأمس فـيها مـحابره
تــوارى كـأن لـم تـشد بـالأمس طـيره
مـرابـعـه شــلـت وغــامـت مـنـاشره
وقــارعــة خــذهـا يـطـيـب سـبـاقـها
بـخـصم قــد انـحـلت وزالــت أواصــره
وخـــــذه عـتـيـبـيا حـلـيـفـا مــنـاصـرا
وقـلـت وقــد أرخــت: ربــت قـسـاوره
مـدى الـدهر يـبقى مـثل طـود موطد
تــلــوذ بــــه إن داهـمـتـنـا مـخـاطـره
بـــه الـتـحمت عـدنـان مــع آل يـعـرب
بــعــز إذا مــــا أدرك الــدهــر فــاقـره
دعـاكم الـى الـجلى الـحميدي لحلفه
وفـيـه حـماكم إن رمـى الـدهر بـاقره
لــصـد أنــاس أصـبـح الـشـر طـبـعهم
أخــافــوا بــنـجـد رفــــده وحــوافــره
اجـتمعتم عـلى الإسلام في رد معتد
وصــون حـمـى ربــع أبـيحت مـخافره
فـدومـوا عـلـيه مــا اسـتـقرت عـتيبة
وثــهـلان والـنـيـرين أســود هـواصـره
ولـبـيـتـموه كــــي تـعـيـشوا بـمـنـعة
وسـدتـم بــه قـومـا فـبـانت مـفـاخره
فـأنـتـم بـــه كـالـطـود يـعـلـو تـطـاولا
وطـود الـيزيدي قـد تـسامت مـقاصره
فــعــضـوا عــلــيـه بــالـنـواجـذ واللها
لــتـقـوى صـيـاصـيه وتـعـلـو مـنـائـره
وشــــدوا أكــفــا بـالـعـهود تـعـاقـدت
وفـــاء وحــرصـا كــي تـشـد أواصــره
وجـزنـاها مــن تـثـليث بـالدهم جـهرة
ومــرغـمـة الأعـــدا بــأيـدي هــزابـره
ولــم تـخـش فــي نـجد تـميما ووائـلا
لــيـوثـا لــهـا قـــرت بــحـرب أبــاطـره
وأحــلافــهـا لام وكــلــب تـقـاسـمـت
وعـــائــذ أحــيــاضـا لـــــه ومــغـابـره
عــززنــا بـــه جـمـعـا تــنـاءت ديـــاره
وظـلـت ضـلـوعا كــي تـشـد مـفاقره
فـقـد جــاوز الـبـحرين والـشام صـيته
وجــاز حـجـازا حـيـث غـصت مـحاجره
إذا صـهـلـت خـيـل تـداعـت خـصـومه
مــن الـذعر وانـهارت وشـلت مـخادره
وفـي الـطور بـالبشرى صداها ترددت
فــأقــوامـه رأس ونـــحــن أبـــاهــره
فــقـولـوا لـقـحـطان بـنـجـد تـفـاخـروا
فـمعد تـلاقي الـيوم مـن قـد يظاهره
وإذا دكــت الـخـيل الـخـرون حـسـبتها
صــواعــق تــرمـيـه رعـــودا تـنـاهـره
تـرى الـوحش قـد هـبت تـحلق حـوله
وحـام عـلى العادي من الطير كاسره
فـقـد عــز فـيـه كـل مـن كـان مـوهنا
وذل الــذي مـن كـان لـلرأس حـاسره
قـوابـضـكـم أزرت بــأركـان ((مـــارد))
ومــا اسـتطاع قـبلا مـن يـروع طـائره
وقـــاوم صـــرف الـدهـر عــزا ومـنـعة
ومــا اقـتـحم الـعـادون يـوما مـسابره
ولــكــنــكـم أرديـــتــمــوه بــضــربــة
فـــفـــارقــه أطــــيـــاره وجـــــــاذره
كـــأن لــم يـكـن يـومـا مــلاذا لـطـائر
وفــي أيـكـه لــم تـشد يـوما هـوادره
ومـــا مـنـعـت عـنـكـم ذراه مـصـونـة
ومـــا أنـجـدته فــي الـنـزال خـواطـره
فـحـلـف عـتـيبي جـنـى الـفـخر كـلـه
((ومــارد)) مــا عــادت تـشع نـواضره
كــفـاك حـلـيـفا دع شـبـابه لــم يـعـد
يـفـيـد فـــإن الــدهـر أخــلـق نـاضـره
فـــإن راقــكـم بـــاع فـــدون ديـاركـم
أســود لـكـم فــي الـطور تـنهد زائـره
كــأن ومـيـض الـبـرق لـمع سـيوفهم
وصــوت هـديـر الـرعـد وقــع حـوافره
وإن قـتام الـرهج فـي سـاحة الوغى
سـحـابة دجــن يـحجب الـوبل نـاضرة
ألا اضـرب بـه نـجدا وفـي كـل مربض
فـلـم يـبـق بـعد الـيوم خـصم نـحاذره
وأنــذرتــمــوه واسـتـبـحـتـم ديـــــاره
بـــدهــم ولاذت بــالــرقـاب بـــواتــره
وكــم مــن جـمـاح قـد ردعـتم لـظالم
ونـظـرتـه لـلـنـاس تـخـفـى ســرائـره
يـرى سـوقه فـيهم وكـم مـن ضـمائر
تـمـوت إذا مــا الـجهل أخـفق صـادره
طــغـى آل جــبـر دمـــروا كــل بـلـدة
أزيـحـوهـم عـــن نـجـد تـرتـد عـامـره
ومن أشعار الشيخ إبراهيم الشرقي أيضا حيث قال هذه القصيدة مسندها إلى عبد الرحمن العطاوي شاعر هوازن المعروف حيث قال:
حــالـفـت بـرقـاوي حـالفت روقـــي
حـلـف قـديـم ولا يـجـي فـيه تـغيير
حـلـف يـثـبت لــه كــلام الـصدوقي
يـشهد عليه وضاخ من غير تزوير
وعـزوتـي قـحطان مـثبت عـروقي
رفـيـده الـلـي تـنـعرف بـالـمشاهير
رجــالـنـا يـــم الـمـراجـل سـبـوقـي
لاجـاء نـهار الـكون صـفو طـوابير
يـاطـير بـلـغ لـي سـلامي وشـوفي
وارسـل تـحياتي والأشـواق يـاطير
وصـــل أو نـــواف دقــه خـفـوقي
الـعطاوي الـلي مـن رجـال مـناعير
حـيثه عـلى الـرفقه رفـيق شـفوقي
من عصر أبو تركي الى سالم الزيم
الــحـر تـــاق وجــدونـه سـبـوقـي
بـيـنا لـسباع وبـين عـكف الـمناقير
حـــق وراه مـصـفـحات الـحـلـوقي
يـرجع ولـو دونـه سـهوم المقادير
وكان رد الشاعر (شاعر هوزان المعروف) عبد الرحمن العطاوي ما يلي :
بـانـت لـبو خـالد وسـاع الـطروقي
وقـراء بـكتب أهـل التواريخ تقرير
وتـفتحت مـن بـيت شـعره رموقي
الـــل مــنـول نـاعـسات ومـخـادير
أبــــدع بـشـعـر لـلـمـولع يــروقـي
يـوم الصبايا في الحني والمقاصير
أحــيـا عـهـود نـايـمه مــا تـفـوقي
ســلالــة الــحـكـام راه الـتـشـابـير
ابـراهيم هـو بـد الـجميع معشوقي
مـاهـوب يـمـدح بـالـكرم والـدنانير
أصـله مـن الـلي قادة في العموقي
هـاك الـسنين الـمرمسات الـمغابير
باقي لهم عرش ثبت في الشروقي
واقـي لهم في الأثر حشمه وتقدير
بـيوت الـعرب مـن راهيات البنوقي
كـبـيـر والله مــا يـبـي زود تـكـبير
أبـين سـناء مـن فـاضحاة البروقي
بـليل الـدجاء فـي مظمات الدياجير
فــي ذروة الـعربا جـدوده فـروقي
قـحطان مـروين الـغلب والمشاطير
أمـجـادهم فــي كــل دور طـبـوقي
إلي اليوم والشرقي فروعه مناوير
الـشـهره الـلـي عـند كـل مـخلوقي
أبين من المشعل على هضبة النير
هـاذي يـا بـوخالد سـراير عـموقي
تدري عن الشرقي جميع الجماهير
كما أن هذه القصيدة قد أهديت لسمو الشيخ إبراهيم بن عبد الله الشرقي من شاعر الجزيرة العربية علي بن محمد القحطاني . حيث قال:
يالله يـالـمـعـبـود يـــــا حـــــي عـــــلام
يــالـلـي تــفــرج كــــل ظـيـقـة شــديـده
يـــا مـخـلف أوقــات الـلـيالي والأيــام
والـكـون يـمـشي لــك عـلى مـا تـريده
جـبـت الــورق عـنـدي ودنـيت الأقـلام
بـاكـتـب قــوافـي لــبـن عــمـي فـريـده
بـاكـتب لـضـرغام ولـد شـيخ ضـرغام
جــبــال قــحـطـان الــطــوال الـسـنـيده
أولاد نـــوع الــلـي تـفـاخر بـهـم ســام
قـحـطـان فــرسـان الـعـلـوم الـحـمـيده
مــعـادن الـتـاريخ فــي الأرض حـكـام
جــبــال شــمـا شـامـخـة مـــن رفــيـده
لـلـشيخ عـنـوان الـشـجاعة والإقــدام
الـشـرقـي الــلـي مـــا يـصـدى حـديـده
له في الفجيره ساس وضراس في يام
وعــمـان واطــراف الـحـدود الـمـديده
أمـــا بـنـيـت الـبـيـت بـنـيـان الأهـــرام
والا عــلــى تــزعـل مـشـايـخ عـبـيـده
ربـوعـك الـلي مـن جـدودك والأعـمام
يــوم الـوغـاء يـبـرق ويـرعـد رعـيـده
يـا نـسل مـن رفـت لـهم بيض الأعلام
شـوامـخ مــن فــوق الأرض الـوطيده
اعـطـاهـم الـتـاريـخ تـوقـيـع واخــتـام
وذلـــت لــهـم روس الــرجـال الـعـنيده
ســـلام عــاطـر مــن تـعـاليم الإســلام
يـــا شـيـخنا ابـراهـيم جـتـك الـقـصيده
ســلام يـسـري بـيـن مـوجات الأنـسام
مـــــع تــبـاشـيـر الــصـبـاح الــبـريـده
بـالـفـل والـــورد الـنـقي ذات الأكـمـام
يـقـدمـه مـــن طـــوق الــمـاس جــيـده
مـن قاصرات الطرق غضات الأجسام
عـيـن الـمـها مــن شـافـها يـوم عـيده
لــو يـعـطي الـتـاريخ مـقـياس وارقـام
الـشـرقي اقــوى مــن يـسـجل رصـيده
بـوخـالـد الـشـيخ الـوفـي رافــع الـهـا
عــســاك تـسـلـم لـلـكـرم يـــا عـمـيـده
لـــو قــالـوا الـشـاهـد يـوقـع بـالابـهام
وقــــع بــعـشـرة مـــا تـجـيـه الـنـقـيده
الــحـق يـبـقـى حـــق والـظـلم مــا دام
كــم نــاس تـخـدعها الـحـياة الـرغـيده
عـقـلـك كـبـيـر نـظـرتك عــدت الـشـام
مـــا هــي بـنـظرات الـعـقول الـزهـيده
واخــوك اخــوك الــدم يـلـزمكم الـزام
لــــو تـهـدمـه عـــودت بــكـره تـشـيـده
ان كـان مـا جـالك عـلى خـير ما يرام
لابـــــد مــــا ســــود الـلـيـالـي تــعـيـده
والــنـاس قــالـوا اسـيـد الـقـوم خــدام
شــايـل مـشـاكـل لابــتـه فـــي وريـــده
والــحــر لا يــهـنـا بـعـيـشـه ولا يــنـام
الــحــر مــــن حــــره حــيـاتـه نــكـيـده
اكــيــد وقــــت الادمــــي دايــــم هـــام
تــحــتـر والايـــــام تــمــشـي بــالــيـده
والله يـــا شــيـخ الـشـهامه والاكــرام
انــــك تــشـيـل أحــمـال تـثـقـل بــريـده
لا قـبـل عـلـينا عــام قـلنا شـتاء الـعام
الـــنــاس تــتـعـب والـلـيـالـي عــديــده
عـظـيـم مـــن يـخـفي جـروحـه والالام
والــهــم فــــي جــوفـه تــزايـد وقــيـده
والـنـاس دايــم تـشـتكي ظـلم الارحـام
يـــا ســيـدي مـــا مـشـكـلتك الـوحـيـده
ولا يــنـصـح شــيــخ مــجـرب وفــهـام
يـــزود افــكـار الــرجـل مـــن مــزيـده
كـم راي فـي بـالك وفـي خـاطرك حـام
تــلــغـيـه والاجـــبـــت راي ضـــديـــده
تـضـيـع مــا بـيـن الـحـقيقة والاوهــام
وبـعـض الـعرب مـن بـلشتك مـستفيده
الـبعض فـي مـكه وهـو لابـس احـرام
تـحـسبه شـيـخ وهــو ضـعيف الـعقيده
والـبعض يـخلص لك وهو يعبد اصنام
مـــا يـلـتـوي لـــك بـالـحـيل والـمـكيده
يــا صــادق الـنـيه تــرى الـنصر قـدام
والــحــر تـكـسـر قـــوة الــعـزم قــيـده
دنـيـاك يــا شـيـخ الـشيم تـخلف الـزام
مــــره مـطـعـيـه لـــك ومـــره مــريـده
وحــق مــن صــلا لـربـه ومــن صــام
يــمـيـن بـالـشـيـخ الــهـمـام الــولـيـده
انــــك مــهـنـدس لـلـمـعـاني ورســــام
فــي مـسـتوى عـقول الـملوك الـعتيده
وصـلوا عـلى خـير البشر بدع واختام
صــلاة يــا صـحـاب الـعـقول الـرشـيده