إذا مــا تـجـلى الأمــر فـاغـنم بـوادره
ولا تــتـهـاون إن بــــدا مـــن يـنـاصـره
أعــد لــه مـا اسـتطعت وانـهد لـقهره
إذا كــثـرت لـلـخـصم يـومـا مـعـاشره
وقــارعــه واحــــذر غــــدره  وخـتـالـه
ولا تـــره وهــنـا إذا مــا اشـتـد  بـاتـره
فـــإن ضـعـيـفا مـــع ضـعـيـف  كـقـوة
تــطــاولـه إن نــاوشــتـك  مــخـاطـره
((بـنـي لام)) هـبـت كـل حـلف  وقـوة
تـشـايـعها قــامـت لـتـطـفيء  ثــائـرة
لـــقــد مـنـعـتـنـا مــنـهـلا ومــنـاشـرا
ولـيـس لـديـها الـطـيب بـعبق  نـاشرة
انـتـهينا الـى حـلف وقـد ضـم  شـملنا
عـتـيبة أعـطـت مــن قـواها  مـصادره
ضـربـنـا بـــه جـمـعـا تـكـاثف وانـبـرى
بــأرض ((أضــاخ)) حـيث هـبت ثـوائره
فــفـرت بــنـوم لام وبــادت  جـمـوعها
لــم يـبـق مـنـها مــا تـهـاب مـخـاطره
مضى كالسحاب الجون يرهب خصمه
ولـمـا اشــرأب الـخصم وارتـاع  نـاظره
رمـــاه بـنـبـل مـــن صـبـيـب  رعــوده
ومـــن بـرقـه سـلـت وأفــرت  بـواتـره
ومــن ظـل فـيها سـالما شـل  عـزمه
وأقـعـى وزالــت مــن أضــاخ مـخـابره
عـــدوك فــاضـرب لا تـدعـه  بـسـاحة
يـشـاغل وارفــع فــي يـمـينك  بـاتـره
طـــراداً نـــزالاً أنـهـك الـخـصم  عـنـوة
وصــابـره حــتـى إن تــبـدت  مـعـاثـره
فـأجـهـز عـلـيـه لا يـروعـنـك  جـمـعـه
بـضـربـة ســيـف كــي تـعـز  مـخـاتره
وعـند ((أوضـاخ)) كـم هشمنا  جماحه
وبـالـسيف والـخطى صـدت  مـخاصره
تـــداعــت لـــنــا أركـــانــه  ولـطـالـمـا
تــراجـع لـــم تـنـفـع ســوانـا  بــواتـره
اسـتـحالت قـفـاراً مـن صـروف  فـعالنا
وكــم صـدحت بـالأمس فـيها  مـحابره
تــوارى كـأن لـم تـشد بـالأمس طـيره
مـرابـعـه شــلـت وغــامـت  مـنـاشره
وقــارعــة خــذهـا يـطـيـب  سـبـاقـها
بـخـصم قــد انـحـلت وزالــت  أواصــره
وخـــــذه عـتـيـبـيا حـلـيـفـا  مــنـاصـرا
وقـلـت وقــد أرخــت: ربــت  قـسـاوره
مـدى الـدهر يـبقى مـثل طـود  موطد
تــلــوذ بــــه إن داهـمـتـنـا مـخـاطـره
بـــه الـتـحمت عـدنـان مــع آل يـعـرب
بــعــز إذا مــــا أدرك الــدهــر فــاقـره
دعـاكم الـى الـجلى الـحميدي  لحلفه
وفـيـه حـماكم إن رمـى الـدهر  بـاقره
لــصـد أنــاس أصـبـح الـشـر  طـبـعهم
أخــافــوا بــنـجـد رفــــده  وحــوافــره
اجـتمعتم عـلى الإسلام في رد  معتد
وصــون حـمـى ربــع أبـيحت  مـخافره
فـدومـوا عـلـيه مــا اسـتـقرت  عـتيبة
وثــهـلان والـنـيـرين أســود  هـواصـره
ولـبـيـتـموه كــــي تـعـيـشوا  بـمـنـعة
وسـدتـم بــه قـومـا فـبـانت  مـفـاخره
فـأنـتـم بـــه كـالـطـود يـعـلـو تـطـاولا
وطـود الـيزيدي قـد تـسامت  مـقاصره
فــعــضـوا عــلــيـه بــالـنـواجـذ  واللها
لــتـقـوى صـيـاصـيه وتـعـلـو  مـنـائـره
وشــــدوا أكــفــا بـالـعـهود  تـعـاقـدت
وفـــاء وحــرصـا كــي تـشـد  أواصــره
وجـزنـاها مــن تـثـليث بـالدهم  جـهرة
ومــرغـمـة الأعـــدا بــأيـدي  هــزابـره
ولــم تـخـش فــي نـجد تـميما  ووائـلا
لــيـوثـا لــهـا قـــرت بــحـرب  أبــاطـره
وأحــلافــهـا لام وكــلــب  تـقـاسـمـت
وعـــائــذ أحــيــاضـا لـــــه  ومــغـابـره
عــززنــا بـــه جـمـعـا تــنـاءت  ديـــاره
وظـلـت ضـلـوعا كــي تـشـد  مـفاقره
فـقـد جــاوز الـبـحرين والـشام  صـيته
وجــاز حـجـازا حـيـث غـصت  مـحاجره
إذا صـهـلـت خـيـل تـداعـت  خـصـومه
مــن الـذعر وانـهارت وشـلت  مـخادره
وفـي الـطور بـالبشرى صداها  ترددت
فــأقــوامـه رأس ونـــحــن  أبـــاهــره
فــقـولـوا لـقـحـطان بـنـجـد  تـفـاخـروا
فـمعد تـلاقي الـيوم مـن قـد  يظاهره
وإذا دكــت الـخـيل الـخـرون  حـسـبتها
صــواعــق تــرمـيـه رعـــودا تـنـاهـره
تـرى الـوحش قـد هـبت تـحلق حـوله
وحـام عـلى العادي من الطير  كاسره
فـقـد عــز فـيـه كـل مـن كـان مـوهنا
وذل الــذي مـن كـان لـلرأس  حـاسره
قـوابـضـكـم أزرت بــأركـان  ((مـــارد))
ومــا اسـتطاع قـبلا مـن يـروع  طـائره
وقـــاوم صـــرف الـدهـر عــزا  ومـنـعة
ومــا اقـتـحم الـعـادون يـوما  مـسابره
ولــكــنــكـم أرديـــتــمــوه بــضــربــة
فـــفـــارقــه أطــــيـــاره  وجـــــــاذره
كـــأن لــم يـكـن يـومـا مــلاذا  لـطـائر
وفــي أيـكـه لــم تـشد يـوما  هـوادره
ومـــا مـنـعـت عـنـكـم ذراه  مـصـونـة
ومـــا أنـجـدته فــي الـنـزال  خـواطـره
فـحـلـف عـتـيبي جـنـى الـفـخر كـلـه
((ومــارد)) مــا عــادت تـشع نـواضره
كــفـاك حـلـيـفا دع شـبـابه لــم  يـعـد
يـفـيـد فـــإن الــدهـر أخــلـق  نـاضـره
فـــإن راقــكـم بـــاع فـــدون  ديـاركـم
أســود لـكـم فــي الـطور تـنهد  زائـره
كــأن ومـيـض الـبـرق لـمع  سـيوفهم
وصــوت هـديـر الـرعـد وقــع  حـوافره
وإن قـتام الـرهج فـي سـاحة  الوغى
سـحـابة دجــن يـحجب الـوبل  نـاضرة
ألا اضـرب بـه نـجدا وفـي كـل  مربض
فـلـم يـبـق بـعد الـيوم خـصم  نـحاذره
وأنــذرتــمــوه واسـتـبـحـتـم  ديـــــاره
بـــدهــم ولاذت بــالــرقـاب  بـــواتــره
وكــم مــن جـمـاح قـد ردعـتم لـظالم
ونـظـرتـه لـلـنـاس تـخـفـى ســرائـره
يـرى سـوقه فـيهم وكـم مـن  ضـمائر
تـمـوت إذا مــا الـجهل أخـفق  صـادره
طــغـى آل جــبـر دمـــروا كــل  بـلـدة
أزيـحـوهـم عـــن نـجـد تـرتـد  عـامـره